كتاب كنز الكتاب ومنتخب الأدب (اسم الجزء: 2)
الباب الثالث: في حكايات حسان وأخبار ملوك وأعيان
قال أبو اسحاق: وقد جَمَعْتُ في هذا الباب جُمْلةً من حكاياتٍ مُسْتغرِبة، مُشْتَمِلَةٍ على أخْبار مُسْتَعْذَبَة، تَضَمَّنتْ مَحاسِنَ
أعْيانٍ وملوك، تَحَلَّتْ أزْمانُهُم منْ فَضائلهم بقلائدَ وسُلوك. عَمَروا أنْدية النَّشوة، وارتشفوا ثُغُورَ
الأماني عَذْبَةً حُلْوة، في عزٍّ مُتَّصل الإقبالِ، وسعْدٍ مُبينِ الأسْبابِ والحِبال، وقمَعُوا الطُّغاة والعِدى،
وأحْيَوا ماماتَ منَ البذْلِ، والنَّدى، وتشَمَّروا نحو الوَغى، وأَظْهَروا سَنَنَ الهُدى، واسْتَرخصوا الحمْدَ
بالثَّمنِ الغالي، ونالوا العُلى والمَعالي. ففي تِلْكَ الشيم والشمائل يَحْسُنُ قوْلُ القائل:
يا أيها التالي كتاب محاسن ... هو ذلك القصصُ المُعَلَّى فاقصُصِ
وكان للأدب في أيامهم نَفَاقٌ، ولأهله رواء وإشراق، أنا لوهم المبرة والإكرام، وأفاضوا عليهم سوابغ
النعم والإنعام، وقلدوهم بعض الأمور، فأقاموا في أوانهم في ثروة برّ وحبور، فنظموا أسلاك القريض
من مدائحهم، ونشر مفاخرهم، ودوّنوا حسن سيَرهم وآثارهم.
حكى الوزير الكاتب أبو المغيرة بن حزم عن نفسه. قال:
الصفحة 505
984