كتاب كنز الكتاب ومنتخب الأدب (اسم الجزء: 2)

وقال عمر بن عبد العزيز رحمه الله: (ما قُرنَ شيءٌ إلى شيء أفْضل منْ حِلْمٍ إلي عقْل، ومنْ عفوٍ
إلى قُدْرَة).
وقال رجل مُذْنب للمنصور، وقد سَخِط عليه: ذَنْبي أعظمُ من نِقْمتِك عليَّ، وعَفْوكَ أعْظمُ منْ ذَنْبي،
فَرَضي عنهُ.
وقال له رجل آخر، قد استوجَبَ العقاب، وهو قد مثُلَ بين يديه: الإنتقامٍ عدْلٌ، والتَّجاوُزُ فَضْلٌ،
ونحنَ نُعيذ أمير المومنين بالله، أنْ يرضى لنفسه بأوْكَسِ النَّصِيبَيْن، دُون أنْ يَبلُغَ أرْفَع الدَّرَجَتَين.
وقال له آخر في المعنى: إنْ عاقبتَ جَزيتَ، وإن عفوتَ أحسنْتَ.
والعَفوُ أقربُ للتقوى.
ونظم الشاعر هذا المعنى فقال:
فإن كنت ترجو في العقوبة راحةً ... فلا تَزْهَدَنْ عند المعافاة في الأجر
وقال الآخر أيضا في المعنى:
إن كان جُرْمي قدْ أحاطَ بِحُرْمتي ... فأحِطْ بِجُرْمي عفوكَ المأمولا
ومن أناشيد أبي عبد الله محمد بن الحسين النيسابوري في كتاب (أدب الصُّحْبة).

الصفحة 509