كتاب كنز الكتاب ومنتخب الأدب (اسم الجزء: 2)

وأَنِفْتُ منْ إمارةِ أسامة، وزعَمْتُ أنَّ خِلافَةَ الِّدين فَلْتَة ورَويْتُ رُمْحي منْ كَتيبَةِ خالد) وضَحَّيْتُ بالأشْمَطِ الذي عُنْوانُ السَّجود به، لكانَ فيما
جَرى عليَّ ما يَسُومُني نَكَالا، ويَدَعُني ولوْ على المجازِ عقالا:
وَحَسبُك منْ حادثٍ بامْرئٍ ... يَرى حاسِديهِ لهُ راحِيمنا
فكيفَ ولا ذَنْبَ لي إلاّ نَميمَةٌ أهْداها كاشِحٌ، ونَبَأٌ جاءَ به فاسِقٌ. ووالله ما غَشَشْتُكَ بعْدَ النَّصيحة، ولا
انْحرفت عنْكَ بعْدَ الصَّاغية. ففيمَ عبَثَ الجفاءُ بأَذِمَّتي؟ وعاثَ في مَوَدَّتي؟ وإنَّي غَلَبَني المُغَلَّب، وفَخَرَ
عليَّ الضعيف (ولَطَمني غيْرُ ذاتِ السِّوار) ومالكَ لا تَمْنَعُني قبلَ أنْ أُفْتَرَس، وتُدْرِكُني ولمَّا أُمزَّق.
وقدْ زانني اسْمُ خِدْمتِك، وأَبْلَيْتُ الجميلَ في سماطِك، وقُمْتُ المَقامَ المَحْمود على بِساطِك:

الصفحة 518