كتاب كنز الكتاب ومنتخب الأدب (اسم الجزء: 2)

أَلَسْتُ المُوالي فيكَ نَظم قصائدٍ ... هيَ الأنْجُمُ اقْتادَتْ معَ اللَّيْلِ أنْجمَا
والفضْلُ كثير، وقَدْ جِئْتُ منهُ باليَسير.
والعَفْوُ عن المُذْنِبِ: ترْكُ عُقُوبَتِه.
وأصْلُ العفو في اللغة هو ما سَهُلَ وزادَ. وفي كتاب الله تعالى (فمن عُفِيَ له من أخيه شيء) أي
يَسَّرَ. وفيه (ويَسْأَلونك ماذا يُنْفِقون قُل العفْو) أي ما فَضُلَ وزادَ.
قال أبو اسحاق:
وذَكرتُ بحكاية أبي المغيرة، حكايةً قَرَأْتُها في النَّوادر
لأبي علي البغدادي، حذتْ في المطرف حَذْوَها، وزهت بالإغْراب زهوها.
حَدَّثَ أبو علي بسند عن منصور البرمكي قال: كان لهارون الرشيد جاريةٌ غُلامية، يعني وصيفَةً في
قدِّ الغُلام، وكانَ المأمون يَميلُ إليْها، وهو إذ ذاك أمْرد، فَوَقَفَتْ يوما تَصُبُّ على يَدِ الرَّشيد منْ إبريقٍ
معها، والمامون جالسٌ خلفَ الرشيد، فأشار إليها يُقَبِّلها، فأنْكَرتْ ذلكَ بِعَيْنِها، وأَبْطَأتْ في الصَّبِّ،
على قدْرِ نظَرِها إلى المأمون واشارتها إليه. فقال الرَّشيد: ماهذا. ضعي الإبْريق من يدك. ففعلتْ.
فقال: والله لَئِنْ لمْ تُصدقيني لأقْتلنك. فقالت: ياسيِّدي أشار

الصفحة 519