كتاب كنز الكتاب ومنتخب الأدب (اسم الجزء: 2)

كأنه قال: مذللة للحوافر. والسَّجود أيضا خَفْضُ الرَّأْس على جهة التعظيم. ومنه قول الأعشى:
من يلقَ هَوْدَةَ يسجُدْ غيرَ مُتَّئِبٍ ... إذا تَعَمَّمَ فوق الرأس واتَّضَعا
ومنه قوله تعالى وعز (وادْخُلوا البَابَ سُجَّداً) في أحد الأقوال، وقيل معناه: رُكَّعا عن ابن عباس
وغيره. وروى أن الباب جعل قصيرا ليدخلوه ركّعا فدخلوا مُتَورِّكين على أَسْتاهِهِمْ. والسُّجود
والخُضوع والتَذَلل نظائر في اللغة. والسُّجود في اسماء الدين معروف، وهو وضع الوجه على
الأرض. ومنه قول حميد بن ثور الهلالي:
فلمْ نُكذِّبْ وَخَرَرْنا سُجَّدا ... نعْطي الزكاة ونُقيمُ المَسْجِدا
وقال صاحب العين سجدنا لله سجودا ويقال: سجَد يسجُد سجودا، وأسجد للسجاد إذا خفض رأسه من
غير وضع لجبهته. قال الشاعر:
فَكِلْتَاهما خَرَّتْ وأَسْجَدَ رَأْسُها ... كَما سَجَدتْ نَصْرانةٌ لم تُحَنَّفِ

الصفحة 524