كتاب كنز الكتاب ومنتخب الأدب (اسم الجزء: 2)

وقرأت في كتاب (الأدب): (أسْجَدَ الرَّجلُ إذا طَأْطَأ، وسَجَدَ إذا وضعَ جَبْهَته بالأرض).
ومِمَّا جاء من السجود كناية عن الرُّكوع حديث عبد الله بن عمر فيما روى عن عبد الرحمان بن أبي
الزناد عن موسى بن عقبة عن نافع عن ابن عمر انه كان يقول في صلاةِ الخوفِ: "يَقُومُ الإمام وتقوم
معه طائفةٌ، وتكون طائفةٌ بينهم وبين العدو، فيسجد سجدةً واحدةً بمن معه، ثم ينصرف الذين سجدوا
سجدة، فيكونون مكان أصحابهم الذين كانوا بينهم وبين العدو، وتقوم الطائفة الأخرى الذين لم يصلوا،
فيصلون مع الإمام سجدة ثم ينصرف الإمام، وتُصلي كلُّ واحدة من الطائفتين لأنفسهم سجدة سجدة،
فإن كان الخوف أكثر من ذلك فليصلوا قياما على أقدامهم، أو ركباناً علي ظهور الدوائب".
قال موسى بن هارون الطُّوسي: كُلُّ سَجْدَةِ في هذا الحديث فمعناها ركعة. سمعت أبا خيثمة يقول:
أهلُ الحجاز يسمون الركعة سَجْدة. ويقال نساءٌ سُجَّد؛ وهنَّ الفاترات الأعين ومنه قوله:
ولَهْوي إلى حُورِ المدامعِ سُجَّد
والإسْجادُ أيْضا: إدامَةُ النَّظرِ في فتورِ وسكون، وقيل له ذلك لأنه كفعل المتذلل. قال الشاعر وهو
كثير:

الصفحة 525