كتاب كنز الكتاب ومنتخب الأدب (اسم الجزء: 2)

وَجِنُّ الليل: اختلاط ظلمته. قال الشاعر:
حتَّى يجئَ وَجِنُّ اللَّيل يُوغلُه ... والشُّوكُ في وضح الرِّجْلينِ مرْكُوزُ
ويقال: جَنَانُ الليل وَجُنونُ الليل. وقال الشاعر:
ولولا جُنُونُ الليل أدركَ رَكْضُنا ... بذي الرَّمْثِ والأرْضِ عياضَ بن ناشفِ
وجِنُّ الشَّباب: حدَّته ونشاطه. وفي الحديث: "الشباب شُعْبَةٌ من الجُنون" وذلك أن الجُنُون آفة تنالُ
العقل فتزيله، وكذلك الشَّباب، قد يسرع إلى غلبة العقل بما له من قوة الميل الى الشهوات، وشدة
النزاع إليها، وكذا قول بعضهم (الغَضَبُ جنُونُ ساعة).
وقال حسان بن ثابت:
إنّ شرخَ الشَّباب والشَّعرا لأسْ ... ودما لمْ يُعاصَ كانَ جُنُوناَ
قال: (ما لم يعاص) ولم يقل (يعاصيا) كما يجب، لأنه أراد ما لمّ يُعاصَ كُلُّ واحدِ منهما. وقيل: إنّ
الشعر الأسود داخلٌ تحت ذكر الشباب، فلهذا استغنى بالضمير الواحد واكتفى به.
وفي حديث عبد الله بن عمر: "مَتِّعْنا بأسْماعِنا وأبْصارنا واجْعلهُ الوارثَ منَّا" فقال: وجعله بلفظ
الواحد، وقد تقدم ذكر الأسماع والأبصار بلفظ

الصفحة 540