كتاب كنز الكتاب ومنتخب الأدب (اسم الجزء: 2)

الجماعة ففي هذا وجهان: أحدهما أن تكون التاء راجعة
إلى ضمير الفعل وهو الإستمتاع بهما.
والوجه الآخر: أن تكون الإشارة بها إلى واحد واحدٍ من كل سمع ومن كل بصر.
قاله أبو سليمان الخطابي، وقال في معني هذا الحديث قولين: أحدهما أن يكون معنى الوراثة منهما
أن تبقى صحتهما عند ضعف الكبر فيكونا وارثي سائر الأعضاء الباقين بعدها.
والقول الآخر أن يكون دعي بذلك للأعقاب والأولاد. والأول أصح.
وبالقول الثاني قال ابن سراج.
وحكي ان الحسن كان يقول في دعائه (اللَّهمَّ إنِّي أَعُوذُ بكَ من صَناديد القدر وَجُنُون العمَل). قال ابن
الأعرابي: الصَّنايد: الشَّدائد والدَّواهي، وجُنونُ العمل الإعجابُ به حتى يبطل عمله. وأنشد:
فدقَّتْ وجَلَّتْ واسْبكرتْ وأٌكمِلتْ ... فلَوْ جُنَّ إنْسانٌ منَ الحُسْنِ جُنَّتِ
ويقال: جُنَّ الرجلُ وأجنَّه الله فهو مجْنونٌ، والجميع مَجانين.
قال الشاعر:

الصفحة 541