كتاب كنز الكتاب ومنتخب الأدب (اسم الجزء: 2)

شكوتم إلينا مَجانينَكمْ ... ونشكو إليكمْ مَجَانينا
فلَوْلا المُعافاةُ كُنَّاكهُمْ ... ولوْلا البلاءُ لَكَانُوا كنا
وسمي المجنون مجنونا لأنه قد أطبق على قلبه. وأصله من الجِنِّ، وهو السَّتْر، ويقال بالرجل جِنَّةٌ
ومَجَنَّة أي جُنُونٌ. قال الله سبحانه (أَمْ يَقُولُونَ بِهِ جِنَّةٌ) وقال (وَمَا صَاحِبُكُمْ بِمَجْنُونٍ) وقال الشاعر:
من الدّارميِّين الذين دِمَاؤُهُمْ ... شِفاءٌ من الدَّاء المجَنَّة والخَبْلِ
وأرضٌ مَجَنَّة كثيرة الجِنِّ. والجِنَّة والجِنَّان جماعة ولد الجان. والجانُّ هو أبو الجِن خُلِق من نار، ثم
خُلق منه نسْله، وسُمُّوا جِنّاً لأنهم استجنوا من الناس فلا يرون.
قال الحسن في قوله تعالى (وَالْجَانَّ خَلَقْنَاهُ مِنْ قَبْلُ مِنْ نَارِ السَّمُومِ) يعني إبليس خلقه الله تعالى قبل آدم عليه السلام. ونارُ السَّموم؛ الحارة
التي تقتل. والجان أيضا الحَيَّةُ البيضاء. قال الله سبحانه (فَلَمَّا رَآهَا تَهْتَزُّ كَأَنَّهَا جَانٌّ)
وفي حديث عبد الله بن عمر قال: شرب رجل من سقاء، فانساب في بطنه جانٌّ، فنهى رسول الله
صلى الله عليه وسلم عن اخْتِناثِ الأسْقِية واختناثُ الأسقية هي أن تمال، فيشرب منْ أفواهِها، وعند
ميلها يحدث فيها تكسر

الصفحة 542