كتاب كنز الكتاب ومنتخب الأدب (اسم الجزء: 2)

مسهر عن المختار عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "الكوثر نهر وعدنيه ربي
في الجنة عليه خير كثير، وهو حوض ترد عليه أمتي يوم القيامة آنيته عدد النجوم" ويقال: الكوثر
هو الخير الذي أعطاه الله تعالى وجل النبي محمدا صلى الله عليه وسلم وأمته يوم القيامة.
وقال بعضهم: الكوثر: العَجَاجُ المُلتَفُّ بعضه ببعض، وأنشد:
وقد ثار نقْعُ الموتِ حتى تَكَوْثَرا
أي حتى التف بعضه بعض.
وقال الحسن: الكوثر: القرآن.
وقوله: (زقوما وغسلينا) قال ابن زيد: لا يعلم أحد ما الزَّقُوم ولا الغِسْلين. وعن قتادة طعام الزقوم
شر الطعام وأبشعه.
والغِسْلين غسالة أجواف أهل النّار. ووزنه فِعْلِين من غسل الجراح والدبر.
رجع
قال: فلما خلص أبو الوليد من اعتقاله، وتَنَسَّمَ من الدَّهر صلاح حاله، بعد أن أعوز نفسه الجَلَد، وملأ
جوانحه الوجْد والكمد، كرّ إلى (الزهراء) ليتوارى في نواحيها، ويتسلى برؤية مَراقبها، فوافاها،
والربيع قد خلع عليها برده ونثر على

الصفحة 544