كتاب كنز الكتاب ومنتخب الأدب (اسم الجزء: 2)

ليطلب الوترَ أمثالُ ابن ذي يزِن ... رَيَّمَ في البحر للأعداء أَحْوَالا
يمَّمَ قيصر لما حان رحلَتُهُ ... فَلَمْ يجد عندهُ بعض الذي سأَلاَ
وفيها يقول:
أَرْسَلْتَ أُُسْداً على سُودِ الكلابِ فقد ... أضْحَى شَريدُهُمُ في الأرضِ فُلاَّلاً
فَاشْرَبْ هنيئاً عليكَ التَّاجُ مُرتَفِقاً ... في دار غُمْدَانَ داراً منكَ محلالا
ثمَّ اطل المسكَ إذْ شالتْ نَعَامَتُهُمْ ... وأسْبِلِ اليومَ في بُرْدَيكَ إِسْبالاَ
تِلك َالمكارمُ لاَقَعْبَانِ مِنْ لَبَنٍ ... شِيبَا بمَاءفَعَادَا بَعْدُ أَبْوَالاَ
قوله: (إذْ شالت نعَامتُهُم)، العربُ تضرب زوالَ النَّعَامة مَثَلاً في الفِرار
فتقول: (شالتْ نَعَامَةُ القوم) إذا فرّوا أو هلكوا وانقرضوا. قال الشاعر:
أَزْرَى بنَا أَنَّنا شالَتْ نعَامَتُنا ... فخَالني دُونه بَلْ خِلْتهُ دُوني
وقال الآخر:
يَا ليتنَا أُمُّنَا شَالَتْ نَعَامتُنَا ... إِمَّا إلى جَنَّةٍ إِمَّا إلى نَارِ
والعرب تقول: أَشْرَدُ من نَعَامة، أي أسرع في الفرار من النَّعامة.

الصفحة 552