كتاب كنز الكتاب ومنتخب الأدب (اسم الجزء: 2)

به حافظه، ومراقبهُ، لَمَّا بَلغَهُ أن أخاه عيسى يتعشقه. واشتدَّ لذلك حنقهُ، وقَلَقه.
وكان ذلك الغلام بِشْر يَفْضُلُ رَبَّاتِ الحجال، في الحُسْن والجَمَال، فقال:
ظَنَّ مَنْ لاَ كانَ ظناَّ ... بحبيبي بحماهُ
أرصَدَ البابَ رقيبَيْ ... نِ بهِ فاكْتَنَفاهُ
فإذا ما اشتاق وُدِّي ... ولقائي مَنَعَاهُ
جَعَلَ اللَّهُ رقيبَيْ ... هـ من السُّوءِ فِدَاهُ
وحكى أبو بكر بن الاشبيلي قال:
حضرت مجلس أُنْس الوزير الكاتب أبي بكر بن عمّار بقصر الرشيد، فلما تمكن منَّا الأنْسُ، ودارتْ
بيننَا الكأْسُ، ارتجل أبو بكر أبياتاً من الشعر، وقام ينشدها، وجعل يرفع بها صوته، ويرددها وهي:
ما ضَرَّ أَنْ قيل إِسْحَاقٌ ومُوصِلُهُ ... ها أنت أنتَ وذي حِمْصٌ وإسْحاقُ
أنت الرَّشيدُ وَدَعْ مَا قدْ سَمِعتَ ... به وإنْ تَشابَهَ أَخلاَقٌ وأعرَاقٌ
للَّهِ دَرُّكَ دَارِكها مشَعْشَعة ... واحْضُرْ بِسَاقيكَ مَادَامَتْ بناسَاق
وحكى الكاتب أبو نصر في كتاب (القلائد) له قال:

الصفحة 558