كتاب كنز الكتاب ومنتخب الأدب (اسم الجزء: 2)

وفي قوله أيضا، من قطعة، هي ثابثة في مكانها من هذا الكتاب:
وَالصُّبْحُ يَقْدَحُ فِي الظَّلْمَاءِ نَائِرَةً ... كَأَنَّهَا نَفْثَةُ المَصْدُور عَن حَنقِ
والشَّرْقُ يَفْهَقُ وَالآفاقُ وَارِدَةٌ ... وَأَنْجُمُ اللَّيْلِ قَدْ أَيْقَنَّ بِالبَلقِِ
وقد أخذ الوزير الأجل أبو عمرو بن غياث شيخنا بيت تميم: وانظر الى الليل كالزنجي البيت، فقال
من قصيدة له طويلة:
يَا سَارياً ملَّ السُّرى الكَوْكبُ ... وَأَنْتَ تَسْرِي كَمْ وَكَمْ تدْأَبُ
كَأَنْ لَمْ تُبْصِرْ كُمَيْتَ الدُّجى ... يَرْهَقُهُ مِنْ صُبْحهِ أَشهَبُ
وَمِنْ قَوْلِي فيهِ من قَصِِيدَةٍ فِي التغزل:
كَمْ لَيْلَةٍ بِتُّها حَرَّانَ مُكْتَرثاً ... رَهْنَ الأَسى وَظَلامُ اللَّيلِ معْتَكرُ
ما بين ضدَّين من نارٍ مُؤجَّجةٍ ... ودمعُ عَيْني بماءِ الشوقِ يَنْهمرُ
ما بين خدين لا والله ما اجتمعا ... إلاَّ لأمر كبار ليس يُحْتَقَرُ
حتى رأيت كُمَيْتَ الليل منهزماً ... وأَشهبَ الصبح قد وافى به السَّحَرُ
وفيما أثبتُ منه كفاية، وَمَنِ الَّذي في وُسْعهِ أن يُحيِط بالغاية؟
والأستاذ ابو محمد بن السيد رحمه الله في أدباء (الأندلس) وأعْلامِها مشهور؛ وله من النحو والأدب
حظ موفور. وكان منفردا في فهمه ونُبْلُه؛ ومعروفا بالصحة في حكايته ونقله وله (شروحات)
وتواليف دلَّت على ذكائه، وبراعته، وتهذيبه، وفصاحته: منها كتابه على (أدب الكتاب) المسمى
بكتاب (الاقتضاب) وشرحه

الصفحة 570