كتاب كنز الكتاب ومنتخب الأدب (اسم الجزء: 2)

فأما قوله تعالى: (أما السَّفينة فكانت لمساَكِين يَعْمَلونَ فيِ البَحْر) فقال أبو حاتم أحسبه أنهم كانوا
شركاء في سفينة لا يملكون سواها فخالف أبا عبيدة.
والمسكنة مصدر فعل المسكين. يقال: تَمَسْكَنَ الرجُل إذا صار مسكينا ووزنه مِفْعِيل. والسُّكَّان، ذَنَبُ
السفينة الذي تعدل به. والسِّكّين، فِعِّيل من قولهم:
ذَبَحْتُ الشيء، حتى سَكَنَ اضطرابه. يذكر ويؤنث وجمعه السَّكاَكين وأصل الباب كله السُّكُون. وهو
ضد الحركة، لأن السكون، والهدوء، والثبوث، نظائر وكذلك الاستقرار والاطمئنان والثبات والمسكن
والمأوى والمثوى نظائر.
وقال الله تبارك وتعالى (يَا آدَمُ اسْكُنْ أَنْتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ) أي: اجعلها تأوي فيه، وتسكن إليه. ويقال: اسْكُنْ؛ أي استقر في مكانك،
ولا تتحرك. ويقال: سَكَنَ يَسْكُن سُكُونا، وأَسْكَنَهُ إِسْكَاناً. وسَكَّنَهُ تَسْكِيناً، وسَاكَنَهُ مُسَاكَنَة. وفلان
يَتَمَسْكَنُ لربه.
رجع
وحكى إبراهيم الموصلي قال: جمع الرشيد ذات يوم بين المغنين، فلم يبق أحد من الرؤساءإلا
حَضَر. وكنت فيهم. وحضر معنا أبو صدقة

الصفحة 584