كتاب كنز الكتاب ومنتخب الأدب (اسم الجزء: 2)

قد وَرَدَتْ من بحر ذِي عَدوق ... خَوامِصاً جاءتْ من العَقِيقِ
ترتشفُ الماء ارتِشَافَ الريقِ ... كأنما يَبْرَدْنَ بالغَبوقِ
قال هذا قاسم في (الدلائل). وحكى عن الحسين، عن أحمد بن يحيى عن ابن الاعرابي. قال: تقول
العرب: وَسْقني وَأَبْرِد.
ومعناه: ايتني به باردا. وأسقني وأَبْرِدْ غليلي. قال: وزعم بعض أهل العربية أنك تقول: برَّدت
الماء: من الإِبْراد، وبرَّدته من الإسخان وقال: هو من الأضداد. وكان ينشد في ذلك بيتا يغلط فيه:
عابت الماء في الشتاء فَقُلْنَا ... بَرِّديهِ تُصَادِفِيهِ سَخِينَا
وإنما هو: بَلْ رُدِّيهِ فأدغم اللام في الراء كما يقرأ (بَلْ رَانَ عَلَى قُلُوبِهِمْ مَا كَانُوا يَكْسِبُونَ).
قال: وفي الحديث، ان رسول الله صلى الله عليه وسلم، لما فتح (خيبر)، وهي مخضرة من الفواكه؛
فواقع الناس للفاكهة؛ فمغثتهم الحمى، فشكوها إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: "يا أيها
الناس إن الحمى رائد الموت، وسِجْنُ الله في الأرض. فبرِّدوا لها الماء في الشِّنانِ؛ ثم صبوه عليكم
فيما بين الصلاتين".

الصفحة 591