كتاب رسالة في حقيقة التأويل

القضية، فقال له الأكمل: أخطأت! فإن أحس في نفسه أثرا لقول الأكمل: "أخطأت" فليعلم أن إدراكه ذلك ليس بقاطع.
وقد بحث معي مسلم في مسألة معروفة، فزعم أن العقل القاطع يدل على نفيها، فقلت له: لو فرضنا أن النبي - صلى الله عليه وسلم - لا يزال حيا، وأننا سألناه عن هذه المسألة فقال: هي حق ثابت، فهل تصدقه؟
فقال: وكيف لا أصدقه؟
فقلت له: فأين العقل القاطع؟
فإن قلت: إنهم يجيبون عن مثل هذا بأنه يستحيل أن يقوله النبي - صلى الله عليه وسلم -.
فقلت: فإنهم يردون النصوص الصريحة من القرآن بنحو ذلك.
فإن قلت: ولكنهم يتأولونها.
قلت: قد تقدم أن حملها على التأويل معناه نسبة الكذب إلى الله ورسوله.
وبعد؛ فالمكابرة لا دواء لها، والمقصود إرشاد من في قلبه خير إلى أن يفرض ما تقدم، ثم ينظر فلعله يتبين له خطؤه في توهم القطع.
فإن قال قائل: إنما استقامت لك الحجة لأنك مثلت بالحياة

الصفحة 77