كتاب شرح العقيدة السفارينية

لان المماثلة هي التساوي في كل وجه، والمشابهة: الاشتراك ولو في بعض الوجوه.
الوجه الثالث: أن نفي التشبيه صار عند كثير من الناس يعني نفي الصفات مطلقا، وذلك عند من يقول: إن كل من اثبت لله صفة فهو مشبه، فإذا قلنا: من غير تشبيه، صار معنى هذا الكلام عندهم أي من غير إثبات صفة، فيوهم هذا أن مذهب أهل السنة والجماعة هو مذهب أهل التعطيل؛ لأنهم يرون أن معنى نفي التشبيه هو نفي الصفات، حيث يزعمون أن كل من اثبت لله صفة فهو مشبه، فيصير قولنا من غير تشبيه مساويا لقولنا من غير إثبات صفة، وهذه المسألة تحتاج إلى الانتباه لأهميتها، فإن أكثر ما يقرأ في الكتب في هذا الباب: من غير تشبيه، وهذا التعبير كما علم فيه نقص، والأولى أن يعبر عنه من غير تمثيل للوجوه الثلاثة التي ذكرناها:
الأول: أن نفي التمثيل هو الذي ورد به النص، بخلاف لفظ نفي التشبيه، فإنه لا في القرآن ولا في السنة.
قال تعالى: (لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ) (الشورى: الآية 11) ولم يقل ليس كشبهه شيء.
الثاني: ((من غير تشبيه) فيه إجمال، فإن أراد من غير مشاركة في أي نوع من المشاركة فهذا خطأ، وإن أراد من غير مشابهة يعني من غير مساواة في كل شيء فهذا صحيح، لكن يغني عنه لفظ نفي التمثيل، وهو أوضح منه.
الثالث: أن نفي التشبيه صار يطلق على نفي الصفات مطلقا عند من يرى

الصفحة 102