كتاب شرح العقيدة السفارينية

الثاني: تعطيل هو فوق ذلك. وهو تعطيل الصفات كلها دون الأسماء فينفون الصفات عن الله ويثبتون له الأسماء ومنهم من يقر بالحياة والعلم والقدرة لأنه لابد للرب منها، وما عدا ذلك يحرفونه، وهؤلاء هم المعتزلة، وهذا هو المشهور عنهم؛ أنهم يقرون بالأسماء، وينكرون الصفات أو يقرون بثلاث صفات وينكرون الباقي.
الثالث: تعطيل فوق ذلك، وهو إنكار الأسماء والصفات. فيقولون: إن الله لا يسمى سميعا ولا يثبت له سمع، وكل ما سمى الله به نفسه يجعلونه اسما للمخلوقات، فليس الله هو السميع بل السميع خلقه، وأضيف السمع إليه لأنه هو الذي خلقه في هذا، فيجعلون الأسماء والصفات كلها للمخلوقات لا للخالق عز وجل، وهؤلاء غلاة الجهمية، يقولون: لا نؤمن بان الله له أسماء ولا بان الله له صفات.
الرابع: تعطيل قوم فوق ذلك وهم الذين لا يثبتون لله أي صفة ثبوتية. فكل شيء ثبوتي لا يثبتونه لله، وإنما يثبتون لله السلبيات فقط، فيقولون مثلا: ليس بمعدوم، ليس بجاهل، ليس بأعمى، ليس بأصم، وأما إثبات الصفة فهي ممنوعة، لا الأسماء ولا الصفات، وهؤلاء هم القرامطة وأشباههم.
الخامس: تعطيل فوق ذلك وهم الذين يعطلون النفي والإثبات، فلا يصفون الله بصفة ثبوتية ولا بصفة سلبية، فلا يثبتون الإثبات ولا النفي، فيقولون: لا نقول أنه يرضى ولا نقول أنه لا يرضى ولا نقول حي ولا ميت، لا سميع ولا أصم، لا بصير ولا أعمى. فينفون عنه النفي والإثبات.
قالوا: لأنك لو اثبت لشبهته بالمثبتات، ولا نفيت لشبهته بالمنفيات.

الصفحة 124