كتاب شرح العقيدة السفارينية

أدق وأبين مما إذا استعملت عبارات أخرى، وإن كانت فيما يبدو للسامع مرادفة لما جاءت به النصوص.
الوجه الثاني: أن نفي التشبيه من كل وجه لا يصح؛ لأنه ما من شيئين موجودين إلا وبينهما تشابه في الجملة، ولولا هذا التشابه ما استطعنا أن نعرف المعنى أبداً، فلله حياة وللإنسان حياة، فهناك نوع من التشابه، لكن هل هناك تشابه فيما يختص فيه كل واحد؟ الجواب: لا. لان للمخلوق حياة تتميز عن حياة الخالق، وللخالق حياة تتميز عن حياة المخلوق، كما أن للخالق ذاتا تتميز عن ذات المخلوق وكذلك للمخلوق ذات تتميز عن ذات الخالق.
الوجه الثالث: أن نفي التشبيه صار يطلق على نفي الصفات؛ لان من الناس من يقول إن كل من أثبت لله صفة فهو مشبه، فإذا قلت: من غير تشبيه صار معناها عند هذا القائل من غير إثبات صفات، وهذا معنى باطل.
وعلى هذا فما نقرؤه من كلمة: (من غير تشبيه) في كثير من الكتب المؤلفة في هذا الباب إنما يريدون به من غير تمثيل؛ لان نفي التشبيه من كل وجه لا يصح، ولان بعض الناس يعتقد أن كل من اثبت لله صفة فهو مشبه، فيكون المعنى على هذا الاعتقاد: من غير إثبات صفات.

الصفحة 128