كتاب شرح العقيدة السفارينية

فهذا يدل على أن هذا اللفظ الذي يدعى أنه ظاهر غير مراد؛ لان الله تعالى بينه بنفسه.
فالحاصل أن المؤلف رحمه الله أعطانا قاعدة وهي أن جميع من أول في الصفات من غير إثبات ولا دليل يدل على تأويله فإنه معتد.
وأيضا كما أننا لا نؤول في الذات يجب أن لا نؤول في الصفات، لان الكلام في الصفات فرع عن الكلام في الذات.
ثم قال رحمه الله:
فقد تعدى واستطال واجترى وخاض في بحر الهلاك وافترى
هذه خمس صفات - والعياذ بالله من ذلك -: تعدى، واستطال، واجترى، وخاض في بحر الهلاك، وافترى. كل هذه أوصاف لمن أول في الصفات من غير دليل.
قوله: (فقد تعدى) تعدى على النصوص وعلى المتكلم بالنصوص؛ لان هذا التأويل تعد على اللفظ وإخراج له عن ظاهره، وتعد على قائل النص حيث كلم الناس بما لا يريد، وهذا نوع من التعمية، وهو خلاف قوله تعالى: (وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ) (النحل: الآية 44) وخلاف قوله تعالى: (يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ أَنْ تَضِلُّوا) (النساء: الآية 176) وخلاف قوله تعالى: (يُرِيدُ اللَّهُ لِيُبَيِّنَ لَكُمْ وَيَهْدِيَكُمْ سُنَنَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ) (النساء: من الآية 26) ، فكل إنسان يؤول فقد تعدى على النص وعلى المتكلم بالنص وهو الله ورسوله.
وقوله: (واستطال) استطال من الطول وهو الغنى، كما في قوله

الصفحة 132