كتاب شرح العقيدة السفارينية

ويقول:
نهاية إقدام العقول عقال ... وأكثر سعي العالمين ضلال
وأرواحنا في وحشة من جسومنا ... وغاية دنيانا أذى ووبال
ولم نستفد من بحثنا طول عمرنا ... سوى أن جمعنا فيه قيل وقالوا
والقيل والقال محصول ليس بجيد، والرسول صلى الله عليه وسلم نهى عن قيل وقال (¬1) . هؤلاء بحثوا طول عمرهم وما استفادوا إلا قيل وقالوا، وغاية دنياهم أذى ووبال والعياذ بالله؛ لان غاية دنياهم - نسأل الله العافية -الشك والحيرة، فأكثر الناس شكا عند الموت هم أهل الكلام، لأنهم ليس عندهم عقيدة يبنون عليها معبودهم عز وجل، بل لا يعرفونه إلا بوهمياتهم التي يدعون إنها عقليات، فلذلك إذا جاءت الساعة وجاء وقت الامتحان والمحك ضاعوا وما وجدوا حصيلة.
فكانوا أكثر الناس شكا عند الموت نسأل الله العافية، حتى إن بعضهم يقول: ها أنا أموت على عقيدة أمي، أمه الأمية التي لا تعرف، والثاني يقول: أموت على عقيدة عجائز نيسابور. فرجعوا إلى عقيدة العجائز لأنها فطرية، وهم عقيدتهم نظرية وهمية في الواقع.
فإذا نظرنا إلى هؤلاء والى مآلهم والى أحوالهم - فهل يمكن لنا أن نقول أنهم على حق وندع الأثر لنظرهم؟! لا يمكن أبداً فكل إنسان عاقل لا يمكن أي يتولى مثل هؤلاء ويأخذ من أقوالهم؛ لأنها أقوال فاسدة متناقضة ليس لها أساس لا من كتاب الله ولا من سنة رسوله صلى الله عليه وسلم ولا من أقوال السلف.
¬_________
(¬1) رواه البخاري، كتاب الاعتصام بالكتاب والسنة، باب ما يكره من كثرة السؤال، رقم (7292) ومسلم، كتاب الاقضية، باب لنهي عن كثرة المسائل من غير حاجة، رقم (1715) .

الصفحة 137