كتاب شرح العقيدة السفارينية

ثم قال المؤلف رحمه الله:
2- حي عليم قادر موجود ... قامت به الأشياء والوجود

ـــــــــــــــــــــــــــــ

الشرح

قوله: (حي) : الحي من أسماء الله، قال الله تعالى:) اللَّهُ لا إِلَهَ ألا هُوَ الْحَيُّ) (البقرة: الآية 255) فالله سبحانه وتعالى هو الحي ذو الحياة الكاملة، التي لم تسبق بعدم ولا يلحقها زوال، أي الحياة الكاملة بجميع صفات الكمال.
وقوله: (عليم) العليم: أي ذو علم: والعلم إدراك الشيء على ما هو عليه، وعلم الله سبحانه وتعالى شامل لكل شيء) إِنَّ اللَّهَ لا يَخْفَى عَلَيْهِ شَيْءٌ فِي الْأَرْضِ وَلا فِي السَّمَاءِ) (آل عمران: 5) وقال تعالى:) وَلَقَدْ خَلَقْنَا الإنسان وَنَعْلَمُ مَا تُوَسْوِسُ بِهِ نَفْسُهُ) (قّ: الآية 16) أي ما تحدثه به نفسه، وإن لم يخرجه للناس، بل يعلم سبحانه وتعالى ما سيحدث فضلا عن الحادث.
وقوله: (قادر) القدرة صفة يتمكن بها الفعال من الفعل بلا عجز، فالله عز وجل قادر بقدرة هي وصفه، فهو يفعل عز وجل دون أن يعجز. والقوة: صفة يتمكن الفاعل بها من الفعل بلا ضعف. واضرب مثلا يتبين به الفرق:
إذا قيل لشخص: ارفع هذا الحجر فإذا زحزحه وعجز عن رفعه، نقول انه غير قادر، وإذا حمله لكن بمشقة شديدة، نقول: قادر ولكنه ليس بقوي، وإذا حمله بسهولة نقول: انه قوي.
وعلى هذا فالقوة أكمل من القدرة، كما أن القوة أيضا اشمل من

الصفحة 38