كتاب شرح العقيدة السفارينية

القدرة؛ لأنها - أي القوة - يوصف بها ذو الشهور وغيره، فيقال للإنسان قوي، وللحيوان قوي، وللحديد قوي، وللصخر قوي، أما القدرة فلا يوصف بها ألا ذو الشعور، ولهذا لا نقول للحديث انه قادر، ولا للصخر إنه قادر، لكن نقول إنه قوي.
فالرب عز وجل قادر، قال الله تعالى:) وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ) (المائدة: الآية 120) وقدرته لا يستعصي عليها شيء، فهو قادر على كل شيء، وسيأتي إن شاء الله تعالى بيان ما يتعلق به القدرة في كلام المؤلف رحمه الله.
وقوله: (موجود) كلمة موجود في الحقيقة إنها مقحمة إقحاما لا وجه له؛ لأنه يغني عنها قوله: ((حي)) ؛ لان الحي موجود غير معدوم، وكلمة موجود ليست من الصفات الكاملة؛ لان الموجود قد يكون ناقصا وقد يكون كاملا، لكن يعتذر عن المؤلف رحمه الله بأنه أتى بها من باب الخبر لا من باب التسمية، ويصح أن نخبر عن الله بأنه موجود، لن لا نسميه بذلك، كما يصح أن نقول إنه متكلم ولكن لا نسميه بذلك؛ لان الكلام ليس صفة مدح على كل حال، قد يتكلم الإنسان بالسوء فيكون كلامه نقصا، لكن أقول انه يتسامح عن المؤلف بأنه قصد الخبر.
وقوله: (قامت به الأشياء والوجود) قامت به - أي بالله عز وجل - الأشياء كلها؛ بل الوجود كله، ولولا الله عز وجل ما كان الوجود، ولا كانت الأشياء، ولولا الله عز وجل يمد هذه الأشياء والوجود بما تبقى به ما بقيت، فكل شيء قائم بالله عز وجل، لقوله تعالى:) وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ تَقُومَ السَّمَاءُ وَالْأَرْضُ بِأمره) (الروم: الآية 25) فكل شيء من الأشياء والوجود قائم بالله عز وجل؛ فهو الذي أوجدها، وهو الذي أمدها حتى بقيت، وهو الذي

الصفحة 39