كتاب شرح العقيدة السفارينية

صلى الله عليه وسلم مثلها أو خير منها، وما من آية لنبي ألا كان لمحمد صلى الله عليه وسلم مثلها أو لإتباعه، ومعلوم أن الكرامات للأتباع كالمعجزات للنبي المتبوع.
وهناك كلمة يقولها من يزعمون أنهم يعظمون الرسول صلى الله عليه وسلم، حيث يقولون: محمد حبيب الله وإبراهيم خليل الله، وهذا نقص في جانب الرسول عليه الصلاة والسلام؛ لان الخلة أعلى من المحبة، ولهذا نقول إن الله يحب المحسنين والمتقين، ولا نقول أنه خليل للمحسنين والمتقين، ويحب الأنبياء، ولا نقول إنه خليل لهم ألا لمحمد وإبراهيم، ومن سواهم من الأنبياء لا نثبت لهم الخلة، بل نثبت لهم المحبة - بلا شك -، ونثبت المحبة للمؤمنين وللمحسنين وللمقسطين وما أشبه ذلك، لكن الخلة أعظم وأكمل.
مسالة: هل المصطفى من أسماء النبي صلى الله عليه وسلم؟
الجواب: لا، بل الظاهر أنه من أوصافه، والعجيب أن بعض الناس يكرر فيقول: قال المصطفى ... وقال المصطفى ... مع أن الصحابة رضي الله عنهم اشد منا تعظيما للرسول عليه الصلاة والسلام، وأعلم منا بمناقبه ولم يقولوا ذلك؛ فلم يقل أبو هريرة: قال المصطفى، ولا قاله أحد من الصحابة، وفي كل كتب الحديث يقول الصحابي: قال رسول الله، قال نبي الله، قال أبو القاسم، وما أشبه ذلك، لكن الناس في الوقت الحاضر ابتلوا بصياغة الألفاظ، ولم ينظروا إلى من سبقهم، والحقيقة أنه ينبغي لنا أن ننظر إلى من سبق.
ومثل ذلك ما يقوله بعض الناس الآن إذا أراد أن يقول: قال الله تعالى، يقول: قال الحق، وهذا قول الحق. ولا شك أن الله هو الحق المبين لكن يا

الصفحة 55