كتاب شرح العقيدة السفارينية

وحينئذ تعرب بالحركات منونة، قال الشاعر:
فساغ لي الشراب وكنت قبلا أكاد أغص بالماء الفرات
فقال: وكنت قبلا.
وأكثر ما ترد هذه الكلمات مبنية على الضم؛ لان المضاف إليه يكون محذوفا وينوى معناه.
إذا: (وبعد) هنا مبنية على الضم؛ لأنه حذف المضاف إليه ونوى معناه.
وقوله: (فاعلم) الفاء رابطة في جواب شرط مقدر، لان التقدير (وبعد) هو (وأما بعد) .
(فاعلم أن كل العلم كالفرع للتوحيد) أمر المؤلف رحمه الله أن تعلم؛ لان المقام مقام ينبغي أن يهتم به، وهو أن يعلم الإنسان أن جميع العلوم كالفرع للتوحيد؛ كعلم الفقه والتفسير والحديث وغيرها كلها فرع لعلم التوحيد؛ لان التوحيد هو الأصل الذي ينبني عليه دين العبد، ولا يمكن أن يقوم دين ألا بتوحيد (فَاعْلَمْ أَنَّهُ لا إِلَهَ ألا اللَّهُ) (محمد: الآية 19) .
وقول المؤلف رحمه الله: (كالفرع للتوحيد) يعني بأقسامه الثالثة: توحيد الربوبية، وتوحيد الألوهية، وتوحيد الأسماء والصفات، فكل العلوم بل والأعمال أيضا، مدارها على التوحيد، فالتوحيد هو الأصل وما سواه فهو فرع.
وقوله: (فاسمع نظمي) أمر بان تعلم وان تسمع.

الصفحة 67