كتاب شرح العقيدة السفارينية

قال المؤلف رحمه الله تعالى:
9- وصار من عادة أهل العلم ... أن يعتنوا في سبر ذا بالنظم
10- لأنه يسهل للحفظ كما ... يروق للسمع ويشفي من ظمأ

ـــــــــــــــــــــــــــــ

الشرح

قوله: (وصار من عادة أهل العلم) : العادة: هي الشيء الذي يعود ويتكرر فيألفه الناس ويكون من عادتهم، فصار أهل العلم رحمهم الله من عادتهم (أن يعتنوا) أي: يبذلوا العناية (في سبر ذا) أي في سبر علم التوحيد، والمراد بالسبر: التتبع والاستقراء، فصاروا يسبرونه بالنظم.
ولا شك أن هذا التركيب فيه تطويل، ومعناه أنه صار من عادة أهل العلم أن يبحثوا في هذا الموضوع الذي هو علم التوحيد بالنظم، وهناك عادة أخرى غير النظم وهي النثر، فالنثر كثير، وكلام العلماء في علم التوحيد نثرا أكثر من كلامهم فيه نظما، لكن مع ذلك النظم شائع مشهور معتاد عندهم أن ينظموا العقائد وعلم التوحيد، حتى يكون كما أشار إليه المؤلف رحمه الله بقوله:
لأنه يسهل للحفظ كما يروق للسمع ويشفي من ظمأ
والنظم الذي كان العلماء رحمهم الله يعتادونه في هذا الباب على بحر الرجز، كما هو الحال هنا في هذه القصيدة، وقد يكون على بحر الكامل، أو الطويل أو البحور الأخرى المعروفة في علم العروض، لكن أكثر ما يكون

الصفحة 72