كتاب شرح العقيدة السفارينية

أنبأ عن حقيقة الذات مع جنس قريب فهو تام.
مثال ذلك: الإنسان حيوان ناطق، هذا أنبأ عن حقيقة الإنسان أنه حيوان، وأنه ناطق، والجنس هنا قريب.
ويوضح ذلك أن كلمة حيوان لو وضع بدلاً منها جثة فقلنا: الإنسان جثة ناطقة، صح. لكن جثة أبعد عن الإنسانية من حيوان، لأن الجثة تشمل الحيوان الذي فيه الروح، والذي ليس فيه الروح، فهي جنس بعيد وحيوان جنس قريب:، فإذا كان الجنس قريباً مع ذكر الفصل فإن هذا يكون حداً تاماً، ويسمونه حداً حقيقياً تاماً.
ثانياً: الحقيقي الناقص، وهو الذي ينبئ عن الحقيقة بجنس بعيد، وذلك مثل قولنا: الإنسان جثة ناطقة، فهذا حد ناقص؛ لأنه أنبأ عن الذات بجنس بعيد، وهذا هو النوع الثاني للحد.
وإن يكن بالجنس ثم الخاصه فذاك رسم فافهم المحاصه
ثالثاً: الرسمي التام وهو ما كان بالجنس القريب والخاصة، والخاصة أي ما يختص به الإنسان ولكنه ليس فصلاً.
مثال ذلك أن تقول الإنسان حيوان ضاحك، فوصف ضاحك لا يلازم الإنسان كما يلازمه ناطق، لكنهم يقولون - وقد لا نسلم لهم -: إنه من خصائص الإنسان، وإنه لا يضحك إلا الإنسان. فهي من خصائصه لكن ليست من لوازمه؛ أما النطق فمن لوازمه، حيث الأصل أنه ناطق، لكن ليس الضحك من لوازمه؛ لأن الأصل أنه غير ضاحك، لأن الضحك له سبب فيكون هذا للجنس ثم الخاصة وهذا يسمونه حداً بالرسم، وليس حقيقياً.

الصفحة 724