كتاب شرح العقيدة السفارينية

من وجود أحدهما، فالنقيضان ما لا يجتمعان ولا يرتفعان، بل لابد من وجود أحدهما.
مثاله: الوجود والعدم: فهما نقيضان لأن المعدوم غير موجود، والموجود غير معدوم.
ولا يمكن أن يجتمعا، وكذلك لا يمكن أن يرتفعا، فلا يمكن أن يكون الشيء لا موجوداً ولا معدوماً، بل لابد أن يكون إما موجوداً وإما معدوماً.
ومثل ذلك: الحركة والسكون، فهما نقيضان؛ لأنهما لا يجتمعان ولا يرتفعان، لأنه ما من شيء إلا وهو متحرك أو ساكن ولابد.
الرابع: المثل: أي المثلان، والمثلان هما شيء واحد فلا يصح أن نقول: إنهما متغايران، كالجلوس والقعود مثلاً، فالجلوس والقعود شيء واحد، هذا إذا أريد بالقعود قعود الإنسان بجسمه، أما إذا أريد بالقعود التأخر مثل قوله تعالى: (وَقِيلَ اقْعُدُوا مَعَ الْقَاعِدِينَ) (التوبة: الآية46)) ، فهذا غير هذا.
والخامس: الغيران: وهما اللذان أحدهما غر الآخر، وهذا يشمل كل ما سبق، يعني الغيران تشمل الضد والخلاف والنقيض، وأما المثل فليس غير المثل بل هو المثل.
وقوله: (مستفيض) أي معلوم مشهور عند علماء المنطق، ولكن كما سبق فنحن لا نستفيد من هذا، وصدق شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله حيث قال: كنت أعلم دائماً أن المنطق اليوناني لا يحتاج إليه الذكي ولا ينتفع به البليد (¬1)
¬_________
(¬1) انظر مجموع الفتاوى 9/82

الصفحة 735