كتاب شرح العقيدة السفارينية

تبلغه الإبل لرحلت إليه)) (¬1) وهذا يتضمن بلا شك أنه على علم عظيم بكتاب الله عز وجل، لكن ابن مسعود رضي الله عنه، لم يقل هذا القول ليمدح نفسه ويفتخر بل ليحث الناس على التلقي عنه وعن غيره من أهل العلم.
والعلماء رحمهم الله إذا صنفوا يذكرون فوائد مصنفاتهم، كما قال ابن مالك رحمه الله في ألفيته:
تقرب الأقصى بلفظ موجز وتبسط البذل بوعد منجز
وتقتضي رضا بغير سخط ... فائقة ألفية ابن معطي
وهذا ثناء عليها لا ليفتخر بها لأنها من تأليفه، ولكن من أجل أن يحث الناس على تلقيها وتعلمها.
وهكذا المؤلف رحمه الله هنا قال: ((مفيدة)) ، لأجل أن تحرص عليها وعلى ما فيها من فوائد.
قال: (نظمتها في سلكها) هذا يسميه علماء البلاغة الاستعارة، لان هذه الأرجوزة ليس لها سلك لكنه شبهها بخرزات السبحة التي لها سلك فتنظم، لينضم بعضها إلى بعض؛ ولا يضيع بعضها عن بعض، ولا تتفرق وتتشتت.
وتشتمل على مقدمة وستة أبواب وخاتمة قال:
................. مقدمة وست أبواب كذاك خاتمة
فيكون المجموع ثمانية: مقدمة وخاتمة وستة أبواب
¬_________
(¬1) رواه البخاري، كتاب فضائل القرآن، باب القراء من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، رقم (5002) ، ومسلم، كتاب فضائل الصحابة، باب من فضائل عبد الله بن مسعود ... ، رقم (2463) .

الصفحة 76