كتاب شرح الأزهرية

لا محل لها من الإعراب) ومن غير الأغلب فيهما الجملة الواقعة بعد الفاء وإذا الفجائية إذا كانت جوابا بالشرط جازم فإنها لا تقع موقع مفرد يقبل الجزم حكم الجمل الخبرية المخصصة بعد المعارف والنكرات (إذا وقعت الجملة بعد معرفة محضة) لفظا ومعنى (فهي حال من تلك المعرفة نحو وجاؤا أباهم عشاء يبكون) فجملة يبكون حال من الواو في جاؤا أي باكين (وإذا وقعت بعد نكرة محضة) أي التي لم تخصص بشيء من المخصصات (فهي نعت لتلك النكرة نحو ليوم لا ريب فيه) فجملة لا ريب فيه نعت ليوم فإن قلت كيف تقع الجملة حالا ونعتا مع أن الحال ونعت النكرة واجبا التنكير والجملة لا توصف بتعريف ولا تنكير قلت الجملة إذا وقعت موقع المنكر نزلت منزلته لقيام موجب التنكير وانتقاء مقتضى التعريف (وإذا وقعت بعد ما يحتمل التعريف والتنكير احتملت الحالية والوصفية نحو كمثل الحمار يحمل أسفارا) فجملة يحمل اسفارا يحتمل أن تكون حالا نظرا إلى لفظ الحمار فإنه معرف بال الجنسية ويحتمل أن تكون صفة نظرا إلى يحمل كتبا كبارا من كتب العلم فهو يمشي بها ولا يعلم منها إلا ما يمر بجنبيه من الكد والتعب وكل من العلم فهو يمشى بها ولا يعلم منها إلا ما يمر بجنبيه من الكد والتعب وكل من علم ولم يعمل بعلمه فهذا مثله وخرج عن ذلك الجملة الإنشائية وغير المخصصة فإنهما لا تكونان حالا من معرفة ولا نعتا لنكرة (وحكم الظروف) الزمانية والمكانية (والمجرورات) بالحروف الأصلية (كحكم الجمل الخبرية) المخصصة (فبعد المعارف المحضة) لفظا ومعنى (أحوال نحو) جاء (زيد على الفرس أو فوق الناقة) فالجار والمجرور والظرف حالان من زيد لأنه معرفة محضة (وبعد النكرات المحضة) أي التي لم تخصص بوجه (صفات نحو مررت برجل في داره أو تحت السقف) فالجار والمجرور والظرف صفتان لرجل (وبعد ما يحتمل التعريف والتنكير يحتملان الحالية والوصفية نحو يعجبني الثمر على أغصانه أو فوق الشجرة) فالجار والمجرور إذا وقعا حالا أو صفة

الصفحة 56