كتاب الشاذ والمنكر وزيادة الثقة - موازنة بين المتقدمين والمتأخرين

الظراف، إذ قال ابن حجر:" قلت: رواه ابن وهب عن يونس عن الزهري، فقال: أراه عن عامر بن سعد عن أبيه " (¬1) وهذه الرواية لما شك الزهري في رفعها فقال " أراه .. "، تعتبر منقطعة، فلعلها هي من رواية يونس التي أعلها الدارقطني لمخالفتها رواية معمر، وأما رواية مالك وعقيل فإن كانتا كما قال الدارقطني، وصح إسنادهما فلا مناص من القول بترجيح انقطاع الإسناد على وصله، لأن رواة الانقطاع حينئذ أكثر عدداً، وفيهم الإمام مالك، فهم أولى بالحفظ، وأبعد عن الوهم (¬2).
وذكر الدارقطني طريقين متابعين لطريق معمر:
الأول: من طريق خالد بن عبد الله الواسطي (¬3) عن عبد الرحمن بن إسحاق عن الزهري عن عامر بن سعد.
وأبو يعلى في مسنده 2/ 144 (832) من طريق وهب بن بقية عنه ورجال الإسناد ثقات خلا عبد الرحمن بن إسحاق المدني فإنه صدوق (¬4).
الثاني: من طريق الباغندي عن عثمان بن أبي شيبة عن خالد بن مخلد عن مالك عن الزهري به. ولم أقف على من أخرجه، وإسناده ضعيف لضعف خالد بن مخلد القطواني (¬5)، وفي الباغندي (¬6) كلام أيضاً.
قلت: وإعلال الدارقطني له وجيه إذا ثبت المرسل من الوجوه التي ذكرها.
ورغم ذلك فإنه ليس من قبيل الزيادة لمتابعة عبد الرحمن بن إسحاق لمعمر، وهذا ما يدفع أن يُورَد على مسلم إخراجه، وكذا فإنه إنما أخرجه في المتابعات فلا مؤاخذة عليه بهذا الاعتبار، والله أعلم.
6 - أخرج مسلم 3/ 1560 (1969) فقال: حدثني عبد الجبار بن العلاء، قال:
¬_________
(¬1) النكت الظراف 3/ 299.
(¬2) انظر بين الإمامين، المدخلي ص 534.
(¬3) ثقة ثبت انظر التقريب (1647)، والتحرير 1/ 346.
(¬4) التقريب (3800)، وانظر التحرير 2/ 306.
(¬5) التقريب (1677) وقال عنه (صدوق يتشيع وله أفراد)، واستدرك عليه صاحبا التحرير 1/ 352 فقالا: "ضعيف يعتبر به "، وهو الصواب.
(¬6) انظر الكامل 6/ 300 (1788) وميزان الإعتدال 6/ 322 (8136)، والمغني في الضعفاء2/ 629.

الصفحة 304