كتاب الشاذ والمنكر وزيادة الثقة - موازنة بين المتقدمين والمتأخرين

السماوات السبع ورب العرش العظيم "الحديث، فقال: يرويه الأعمش عن ثمامة بن عقبة عن الحارث بن سويد رفعه أبو حمزة السكري ووقفه غيره والموقوف هو المحفوظ".
أقول: دار الحديث على الأعمش رواه عنه:
- عيسى بن يونس: أخرجه البخاري في الأدب ص241 (707)،وابن أبي شيبة 6/ 22 (29176).
- ومحمد بن فضيل: أخرجه الضبي في كتاب الدعاء ص209 (43).
كلاهما عن الأعمش به موقوفاً.
ورواه أبو حمزة السكري - وهو ثقة فاضل (¬1) - رواه مرفوعاً، أخرجه الدارقطني في العلل 5/ 45 (691).
فلو قال الدارقطني بالزيادة فلماذا لم يقبلها هنا وهي من ثقة فاضل؟
8 - وتأمل بعد قول الدارقطني في حديث 7/ 211 (1296):"وسئل عن حديث أبي بردة عن أبي موسى قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -:" اذكروا صاحب الرغيف "حديثاً فيه طول، فقال: يرويه سليمان التيمي عن أبي عثمان عن أبي بردة عن أبي موسى، واختلف عنه، فروي عن عبدان بن عثمان عن ابن المبارك عن سليمان التيمي، عن أبي عثمان، عن أبي بردة عن أبي موسى، رواه عبد الله ابن محمد بن يزيد الحنفي، عن عبدان مسنداً عن النبي - صلى الله عليه وسلم - وخالفه أصحاب سليمان التيمي، فرووه عنه بهذا الإسناد موقوفاً، وهو الصواب".
أقول: رد زيادة عبد الله بن محمد يزيد الحنفي لما تفرد به عن بقية الرواة، وهو ثقة (¬2).
9 - وكذا في حديث: 7/ 274 (1346): " وسئل عن حديث سعيد بن المسيب عن أبي هريرة:" أن أبا بكر وعمر تذاكرا الوتر عند رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "، الحديث.؟ فقال: يرويه ابن عيينة عن الزهري واختلف عنه، فرواه محمد بن يعقوب بن عبد الوهاب بن يحيى بن عباد بن عبد الله بن الزبير بن العوام عن ابن عيينة عن الزهري عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة، ولم يتابع على ذكر أبي هريرة، وأصحاب ابن عيينة لا يذكرون فيه أبا هريرة، وهو المحفوظ، وكذا قال الليث عن الزهري مرسلاً، حدثنا ابن صاعد قال:
¬_________
(¬1) التقريب (6348).
(¬2) قاله الخطيب في تأريخه 11/ 287، ثم ساق لحديث ونقل كلام الدارقطني عليه.

الصفحة 389