كتاب الشاذ والمنكر وزيادة الثقة - موازنة بين المتقدمين والمتأخرين

الحارث بن وجيه حديثه منكر وهو ضعيف " (¬1).
قلت: الحارث بن وجيه، هو الراسبي: ضعيف (¬2).
وقد استنكر أبو داود أحاديث كثراً لا لعلة يراها في السند، إلا لكون متنه غير محفوظ، أو يخالف المحفوظ، أو تفرد به ثقة فوصل المرسل، أو رفع الموقوف، ومن ذلك: قال: "
حدثنا عثمان بن أبي شيبة أن محمد بن جعفر حدثهم عن شعبة عن الحكم عن مجاهد عن ابن عباس عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال:" هذه عمرة استمتعنا بها فمن لم يكن عنده هدي فليحل الحل كله وقد دخلت العمرة في الحج إلى يوم القيامة ". قال أبو داود: هذا منكر إنما هو قول ابن عباس " (¬3).
قلت: عثمان بن أبي شيبة: ثقة حافظ (¬4)، وهو كأي حافظ يخطئ في بعض الأحاديث وكذا استنكر عليه الإمام أحمد بعض أحاديثه (¬5)، مع أنه وثقه هو نفسه (¬6).
ومنه: قال " حدثنا عبيد الله بن عمر بن ميسرة وعثمان بن أبي شيبة المعنى قالا: حدثنا محمد بن جعفر عن شعبة عن الحكم عن عمارة بن عمير عن أمه عن عائشة عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال:" ولد الرجل من كسبه من أطيب كسبه فكلوا من أموالهم ". قال أبو داود: حماد بن أبي سليمان زاد فيه: إذا احتجتم وهو منكر " (¬7).
قلت: قال ابن حجر في حماد بن أبي سليمان:"فقيه صدوق له أوهام " (¬8)، وقال الإمام الذهبي: " ثقة إمام مجتهد " (¬9)، وجاء في تحرير التقريب: " فقيه صدوق حسن الحديث، وإنما أنزل إلى هذه المرتبة بسبب أوهام كانت تقع له، وثقه يحيى بن معين
¬_________
(¬1) السنن (248).
(¬2) التقريب (1056).
(¬3) السنن (1790).
(¬4) التقريب (4513).
(¬5) انظر العلل ومعرفة الرجال 1/ 266 (1251)، وتاريخ الخطيب 13/ 163.
(¬6) انظر تهذيب الكمال 5/ 134 (4446)،وتأريخ الخطيب 13/ 166 - 167.
(¬7) السنن (3529).
(¬8) التقريب (1500).
(¬9) الكاشف 1/ 349 (1221).

الصفحة 75