كتاب من عجائب الدعاء - الجزء الأول

قال: فانطلق، فحرقهما بالنار ثم بعث جرير - رضي الله عنه - إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - رجلاً يبشره - يكنى أبو أرطأة - منا إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: «ما جئتك حتى تركناها كأنها جمل أجرب» فبرك رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على خيل أحمس ورجالها خمس مرات (¬1). وأحمس هي قبيلة جرير - رضي الله عنه -.
* * *

دعا له النبي - عليه الصلاة والسلام - فصار غنيًا
دعا - صلى الله عليه وسلم - لعروة بن أبي الجعد البارقي، وذلك أن النبي - صلى الله عليه وسلم - أعطاه دينارًا يشتري له به شاة فاشترى له به شاتين فباع إحداهما بدينار، فجاء بدينار وشاة، فدعا له بالبركة في بيعه وكان لو اشترى التراب لربح فيه (¬2) وفي مسند الإمام أحمد - رحمه الله - أنه قال له: «اللهم بارك له في صفقة يمينه» فكان يقف في الكوفة، ويربح أربعين ألفًا قبل أن يرجع إلى أهله (¬3).
* * *

ولله جنود السماوات والأرض
لما اشتد الكرب، وعظم الخطب على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - والصحابة - رضي الله عنهم - في غزوة الأحزاب، وبلغت القلوب الحناجر فدعا - عليه الصلاة والسلام - على قريش ومن معهم قائلاً: «اللهم منزل الكتاب، سريع الحساب، اهزم الأحزاب اللهم اهزمهم وزلزلهم» (¬4).
فأرسل الله - تعالى - على خيامهم وأمتعتهم ريحًا جعلت تقوض، خيامهم وتكفأ قدورهم، وتنزع أطنابهم، فلا يقر لهم قرار.
فنصر الله - تعالى - المؤمنين كما قال - تعالى -: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اذْكُرُوا
¬_________
(¬1) راجع إن شئت: صحيح مسلم وانظر كذلك السيرة النبوية لأبي شهبة (2/ 556 - 557).
(¬2) البخاري مع الفتح (6/ 632).
(¬3) مسند أحمد 4/ 376.
(¬4) البخاري مع الفتح 7/ 406 برقم 415.

الصفحة 43