كتاب من عجائب الدعاء - الجزء الأول

زق خمر (وهو الوعاء يحمل فيه الخمر) فقال: اللهم اجعله عسلاً، فصار عسلاً (¬1).
* * *

دعاء أم المؤمنين
قدم على عمر - رضي الله عنه - مالٌ كثيرٌ من البحرين فعند ذلك دون الدواوين. ففرض للصحابة على اختلاف بين نصيبهم، وفرض لأزواج النبي - صلى الله عليه وسلم - اثنى عشر ألفًا، فلما جاء العطاء بعث عمر - رضي الله عنه - إلى زينب بنت جحش زوج النبي - صلى الله عليه وسلم - بالذي لها، فلما دخل عليها، قالت: غفر الله لعمر، لغيري من إخواني أجرأ على قسم هذا مني. قالوا: هذا كله لك قالت: سبحان الله! واستقرت دونه، وقالت: صروه واطرحوا عليه ثوبًا، فصروه وطرحوا عليه ثوبًا، فقالت لامرأة عندها: أدخلي يدك فاقبضي منه قبضة، فاذهبي بها إلى آل فلان وإلى آل فلان من أيتامها وذوي رحمها، فقسمته حتى بقيت منه بقية، فقالت لها بدره: غفر الله لك والله لقد كان لنا في هذا حظ، قالت: فلكم ما تحت الثوب، قالت: فرفعنا الثوب فوجدنا خمسًا وثلاثين درهمًا، ثم رفعت يدها فقالت:
«اللهم لا يدركني عطاء لعمر بعد عامي هذا، قال: فماتت - رضي الله عنها -» (¬2).
* * *

دعاء الصحابي على اللص (قاطع الطريق)
عن أنس قال: كان رجل من أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من الأنصار يُكنى: أبا معلق، وكان تاجرًا يتجر بمال له ولغيره، يضرب به في الآفاق، وكان ناسكًا ورعًا، فخرج مرة، فلقيه لص مقنع في السلاح، فقال له: ضع ما معك، فإني
¬_________
(¬1) انظر مجابي الدعوة لابن أبي الدنيا ص49 بزيادة.
(¬2) كتاب مجابي الدعوة لابن أبي الدنيا ص43 - 44 بزيادة ونقصان.

الصفحة 49