كتاب من عجائب الدعاء - الجزء الأول

الجزاء من جنس العمل
خببت - أي أفسدت - امرأةٌ على أبي مسلم الخولاني - رحمه الله - زوجته، فدعا عليها فعميت، فجاءت وتابت، فدعا لها فرد الله عليها بصرها (¬1).
* * *

بقية البغلة
اشترى أبو سلمة بغلة، فقالت أم سلمة: ادع الله - تبارك وتعالى - أن يبارك لنا فيها، فقال: «اللهم بارك لنا فيها» فماتت فاشترى أخرى، فقالت: ادع الله - تبارك وتعالى - أن يبارك لنا فيها، قال: قولي: اللهم متعنا بها، فبقيت لهم (¬2).
* * *

أولئك الناس
تغيب الحسن البصري عن الحجاج، فدخلوا عليه ست مرات، فدعا الله - عز وجل - فلم يروه. ودعا على أحد الخوارج كان يؤذيهم فخر ميتًا (¬3) - يشير شيخ الإسلام إلى ما حدث به عصام بن زيد قال: كان رجلٌ من الخوارج يغشى مجلس الحسن فيؤذيهم، فقيل للحسن أبا سعيد؟ ألا تكلم الأمير حتى يصرف عنا؟ قال: فسكت عنهم. قال: فأقبل ذات يوم والحسن جالس مع أصحابه، فلما رآه قال: اللهم قد علمت أذاه لنا فاكفناه بما شئت. فخر الرجل والله من قامته، فما حمل إلى أهله إلا ميتًا على سرير، فكان الحسن إذا ذكره بكى، وقال للناس: ما كان أغره بالله (¬4).
* * *
¬_________
(¬1) الفرقان بين أولياء الرحمن وأولياء الشيطان لابن تيمية ص313 بتصرف.
(¬2) مجابي الدعوة لابن أبي الدنيا ص68 - 69.
(¬3) الفرقان بين أولياء الرحمن وأولياء الشيطان لابن تيمية ص314.
(¬4) كتاب مجابي الدعوة لابن أبي الدنيا ص70.

الصفحة 54