كتاب البصيرة في الدعوة إلى الله

ولقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يحث أصحابه على الدعوة إلى الله تعالى، ويُلهب حماستهم لذلك، ويبيّن ما لهم من الأجور ورفعة الدرجات عند الله إن هم قاموا بذلك.
فعن سهل بن سعد رضي الله عنه قال: «قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لعلي بن أبي طالب رضي الله عنه: لأن يهدي الله بك رجلا واحدا خير لك من حمر النعم» (¬1) .
وعن أبي مسعود عقبة بن عمرو الأنصاري رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من دلَّ على خير فله مثل أجر فاعله» (¬2) .
وعن أبي هريرة رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من دعا إلى هدى كان له من الأجر مثل أجور من تبعه، لا ينقص ذلك من أجورهم شيئا. . .» (¬3) .
وقد صدقوا رضي الله تعالى عنهم رَبَّهُمْ تعالى بأقوالهم وأفعالهم، وقاموا بالدعوة إليه تعالى أتم قيام، وأدوها أحسن أداء، وقد تسلحوا رضي الله عنهم في دعوتهم بتمام الإخلاص، وصدق التوكل، والفقه عن الله تعالى، وعن رسوله صلى الله عليه وسلم، واتخذوا الصبر مطية، والأجر الموعود أعظم ثمن وهدية، فاعتلت شجرة دعوتهم تزاحم النجوم في عليائها، وآتت أكلها طيبة الثمار، وما زال المسلمون يتفيؤون ظلال دعوتهم المباركة، وستبقى إلى أَن يرث الله الأرض ومن عليها، فرضي الله عنهم وأرضاهم.
والمتتبع لنصوص القرآن والسنة وما أُثر عن السلف الصالح يجد أن فضائل الدعوة إلى الله تعالى وخصائصها ومزاياها كثيرة جدا.
¬_________
(¬1) رواه البخاري (7 / 476) ، ومسلم (15 / 77) ، في قصة بعث علي بن أبي طالب إلى خيبر.
(¬2) رواه مسلم (13 / 38) .
(¬3) رواه مسلم (16 227) .

الصفحة 11