كتاب البصيرة في الدعوة إلى الله

[الصورة السادسة الترغيب والترهيب]
6 - الصورة السادسة: الترغيب والترهيب: فالترغيب والترهيب أسلوب قرآني، فالله تعالى كثيرا ما يقرن بين الترغيب والترهيب في القرآن، كما قال تعالى: {لِيَبْلُوَكُمْ فِي مَا آتَاكُمْ إِنَّ رَبَّكَ سَرِيعُ الْعِقَابِ وَإِنَّهُ لَغَفُورٌ رَحِيمٌ} [الأنعام: 165] (¬1) وقال: {وَإِنَّ رَبَّكَ لَذُو مَغْفِرَةٍ لِلنَّاسِ عَلَى ظُلْمِهِمْ وَإِنَّ رَبَّكَ لَشَدِيدُ الْعِقَابِ} [الرعد: 6] (¬2) وقال تعالى: {نَبِّئْ عِبَادِي أَنِّي أَنَا الْغَفُورُ الرَّحِيمُ - وَأَنَّ عَذَابِي هُوَ الْعَذَابُ الْأَلِيمُ} [الحجر: 49 - 50] (¬3) وقال تعالى: {غَافِرِ الذَّنْبِ وَقَابِلِ التَّوْبِ شَدِيدِ الْعِقَابِ} [غافر: 3] (¬4) وقال تعالى: {إِنَّ بَطْشَ رَبِّكَ لَشَدِيدٌ - إِنَّهُ هُوَ يُبْدِئُ وَيُعِيدُ - وَهُوَ الْغَفُورُ الْوَدُودُ} [البروج: 12 - 14] (¬5) والنصوص في بيان هذا الأمر كثيرة.
فالداعية الموفق هو الذي يستخدم أسلوب الترغيب والترهيب في مكانه المناسب، وألا يجعل أسلوب وعظه الترهيب على الدوام، ولا الترغيب على الدوام، فقد يحتاج إلى الجمع بينهما في مقام واحد، وقد يحتاج إلى الاقتصار على واحد منهما حسب المقام، وهذا يقتضيه الظرف، وطبيعة المناسبة.
¬_________
(¬1) الأنعام: 165.
(¬2) الرعد: 6.
(¬3) الحجر: 49-50.
(¬4) غافر: 3.
(¬5) البروج: 12-14.

الصفحة 122