كتاب البصيرة في الدعوة إلى الله

قال ابن عباس رضي الله عنهما: إذا ترك العالم لا أدري أصيبت مقاتله.
وقال مالك رحمه الله: كان يقال: إذا أَغفل العالم لا أدري أصيبت مقاتله.
وقال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إمام المسلمين، وسيد العالمين، يُسأل عن الشيء فلا يجيب حتى يأتيه الوحي من السماء.
وقال الشعبي رحمه الله: لا أدري نصف العلم.
وقال أحمد رحمه الله في رواية المروذي: كان مالك يُسأل عن الشيء فيقدم ويؤخر يتثبت، وهؤلاء يقيسون على قوله ويقولون: قال مالك.
عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال: مِنْ علم الرجل أن يقول لما لا يعلم: الله أعلم؛ لأن الله عز وجل قال لرسوله عليه الصلاة والسلام: {قُلْ مَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُتَكَلِّفِينَ} [ص: 86] (¬1) .
وقال الإمام أحمد رحمه الله في رواية المروذي: ليس كل شيء ينبغي أن يتكلم فيه، وذكر حديث النبي صلى الله عليه وسلم: «كان يُسأل فيقول: لا أدري حتى أسأل جبريل» .
وقال عبد الله ابن الإمام أحمد رحمهما الله تعالى: سمعت أبي يقول: كان سفيان لا يكاد يفتي في الطلاق ويقول من يحسن ذا؟ ! من يحسن ذا؟ !
وقال في رواية أبي الحارث: وددت أنه لا يسألني أحد عن مسألة، أو ما شيء أشد علي من أن أسأل عن هذه المسائل.
وقال سفيان رحمه الله: لقد كان الرجل يُستفتى فيفتي وهو يرعد.
¬_________
(¬1) سورة ص: 86.

الصفحة 64