كتاب البصيرة في الدعوة إلى الله

وقال أيضًا: من فتنة الرجل إذا كان فقيها أن يكون الكلام أحب إليه من السكوت.
وقال المروذي رحمه الله لأبي عبد الله: إن العالم يظنونه عنده علم كل شيء، فقال: قال ابن مسعود رضي الله عنه: إن الذي يفتي الناس في كل ما يستفتونه لمجنون.
وكان الإمام أحمد رحمه الله ينكر على من يتهجم في المسائل والجوابات ويقول: ليتق الله عبد، ولينظر ما يقول، وما يتكلم، فإنه مسؤول.
ونقل محمد بن أبي طاهر رحمه الله عن الإمام أحمد أنه: سئل عن مسألة في الطلاق، فقال: سل غيري، ليس لي أن أفتي في الطلاق بشيء.
وقال الإمام أحمد رحمه الله: ينبغي لمن أفتى أن يكون عالمًا بقول من تقدم وإلا فلا يفتي.
وقال أيضا رحمه الله: من تكلم في شيء ليس له فيه إمام أخاف عليه الخطأ.
قال ابن أبي ليلى رحمه الله: أدركت عشرين ومائة من الأنصار من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ما منهم من أحد يحدث بحديث إلا ود أن أخاه كفاه إياه، ولا يستفتى عن شيء إلا ود أن أخاه كفاه الفتوى.
وقال مالك رحمه الله عن القاسم بن محمد: إن من إكرام المرء لنفسه ألا يقول إلا ما أحاط به علمه.
وقال سعيد بن جبير رحمه الله: ويل لمن يقول لما لا يعلم إني أعلم.
وقال ابن مهدي رحمه الله: سأل رجل مالك بن أنس عن مسألة فطال ترداده إليه فيها، وألح عليه، فقال: ما شاء الله يا هذا! إني لم أتكلم إلا فيما أحتسب فيه الخير، ولست أحسن مسألتك هذه.

الصفحة 65