كتاب السر المكتوم في الفرق بين المالين المحمود والمذموم
وعند ابن مردويه في تفسير سورة الأنعام من «تفسيره» في هذه الآية من حديث ابن عباسٍ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «دعوت اللهَ عزَّ وجلَّ أن يرفعَ عن أمتي أربعاً، فرفع عنهم اثنتين، وأبى أن يرفع عنهم اثنتين: دعوتُ اللهَ أن يرفع عنهم الرَّجم من السماء، والخسفَ من الأرض، وأن لا يلبسهم شيعاً ويذيقَ بعضَهم بأس بعضٍ، فرفع الله عنهم الخسف والرَّجم، وأبى أن يرفع الآخَرتَين» (¬1) .
ونحوه عند البخاري عن جابر قال: لما نزلت هذه الآية: {قُلْ هُوَ الْقَادِرُ عَلَى أَن يَبْعَثَ عَلَيْكُمْ عَذَاباً مِّن فَوْقِكُمْ} [الأنعام: 65] قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: «أعوذُ بوجهك» {أَوْ مِن تَحْتِ أَرْجُلِكُمْ} قال: «أعوذ بوجهك» {أَوْ يَلْبِسَكُمْ شِيَعاً وَيُذِيقَ بَعْضَكُمْ بَأْسَ بَعْضٍ} قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: «هاتان أهون وأيسر» (¬2) .
¬_________
= وكان معمراً يرويه بسند حديث ثوبان، إلا أنه يجعله من (مسند شداد بن أوس) ، كما عند عبد الرزاق في «التفسير» (2/210-211) ، وأحمد (4/123) ، وإسماعيل بن إسحاق القاضي في «جزء فيه أحاديث أيوب السختياني» (رقم 18، 23) ، وإبراهيم الحربي في «غريب الحديث» (3/ 957) ، والطبري في «التفسير» (7/144) ، والبزار (3291- زوائده) ، وأبي عمرو الداني في «الفتن» (رقم 6) ، وعزاه ابن كثير إلى «تفسير ابن مردويه» ، وقال: «إسناده جيد قوي» .
وقال ابن حجر في «الفتح» (8/293) : «إسناده صحيح» .
وقال الهيثمي في «المجمع» (7/221) : «رجال أحمد رجال الصحيح» .
وانظر: «السلسلة الصحيحة» (رقم 2) .
(¬1) عزاه ابن حجر في «بذل الماعون» (ص 124- 125) إلى ابن مردويه، ومنه نقله المصنف، وهو في «الفتح» (8/293) ، و «الكافي الشاف» (2/32) -أيضاً- معزواً له -وسكت عنه-، وكذا فعل كل من: ابن كثير في «تفسيره» (3/269) ، والسيوطي في «الدر المنثور» (7/284) .
وظفرت به -مختصراً- عند الطبراني في «الكبير» (11 رقم 12274) بسند فيه محمد بن أبي ليلى، وهو سيء الحفظ.
وانظر: «المجمع» (7/222) ، وصح عنه بعضه موقوفاً عند ابن أبي حاتم في «التفسير» (رقم 7412) .
(¬2) أخرجه أحمد في «مسنده» (3/309) ، وعبد الرزاق في «تفسيره» (2/211) ، والحميدي =