كتاب السر المكتوم في الفرق بين المالين المحمود والمذموم

وقال - صلى الله عليه وسلم -: والذي نفسي بيده ما أذِن الله لعبدٍ في الدعاء حتى أذِن له في الإجابة» (¬1) ،
فكيف بالأنبياء صلوات الله وسلامه عليهم، فضلاً عن نبيّنا - صلى الله عليه وسلم -.
¬_________
= (رقم 142) ، والبزار في «مسنده» (3143، 3144- زوائده) ، والحاكم في «المستدرك» (1/493) ، والبيهقي في «الدعوات الكبير» (329) ، و «الشعب» (1129، 1130) ، وأبو نعيم في «الحلية» (6/ 311، 312) ، وعبد الغني المقدسي في «الترغيب في الدعاء» (رقم 22) ، والمزي في «تهذيب الكمال» (21/75) من حديث أبي سعيد الخدري. وإسناده جيد.
(¬1) أخرجه الطبراني في الدعاء (39) ، وأبو نعيم في الحلية (3/263) من حديث أنس بن مالك، وقال عقبه: «هذا حديث غريب، تفرد به حبيب كاتب مالك، عن محمد [بن عمران] ، عنه» .
وأورده الديلمي في الفردوس (6269) من حديث أنس.
وحبيب بن أبي حبيب بن إبراهيم كاتب مالك، متروك. انظر ترجمته في: «تهذيب التهذيب» (1287) لابن حجر، وفيه: «قال النسائي وأبو حاتم: متروك الحديث، وقال ابن حبان: أحاديثه كلها موضوعة، وقال أبو داود: كان يضع الحديث» .
وانظر له: «الكامل» (2/411- 414) ، و «الكاشف» (1/145) .
ثم ظفرت له بطريق أُخرى عن أنس:

أخرجه ابن عدي في «الكامل» (2/322) ، والعقيلي في «الضعفاء الكبير» (1/242) ، وابن الجوزي في «الموضوعات» (3/171) ، وعبد الغني المقدسي في «الترغيب بالدعاء» (رقم 15) ، ولفظه: «ما كان الله -عز وجل- ليفتح لعبد بالدعاء، فيغلق عنه باب الإجابة، الله -عز وجل- أكرم من ذلك» .
وسند واهٍ بمرة، فيه الحسن بن محمد البلْخي، قال العقيلي: «منكر الحديث» ، وقال عن هذا الحديث: «ليس له أصل» ، وأقره السيوطي في «اللآلئ» (2/354) .
وقال ابن عدي عن البلخي: «ليس بمعروف، منكر الحديث عن الثقات» ، وقال ابن حبان: «يروي عن حميد الطويل وعوف الأعرابي الأشياء الموضوعة» .
انظر: «المجروحين» (1/238) ، «الميزان» (1/519) ، «تنزيه الشريعة» (2/321) .
ثم وجدت له عن أنس طريقاً ثالثة ضمن حديث فيه: «من أُلهم الدعاء لم يحرم الإجابة» .
أخرجه عبد الغني المقدسي في «الترغيب في الدعاء» (رقم 17) وفيه أبو نصر الليث بن محمد المروزي، أحد المجاهيل.
وفي الباب عن ابن مسعود قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - «من أعطى الذّكر، ذكره الله -تعالى-....» ، وفيه: =

الصفحة 207