كتاب السر المكتوم في الفرق بين المالين المحمود والمذموم

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
¬_________
= «ومن أعطى الدُّعاءَ أُعطي الإجابة، لأن الله -تعالى- يقول: {ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ} [غافر: 90] ... » وله تتمة.
أخرجه الطبراني في «الصغير» (2/92) ، و «الأوسط» (رقم 7023- ط. الحرمين) -ومن طريقه الخطيب في «تاريخ بغداد» (1/247- 248) ، ومن طريقهما ابن الجوزي في «الواهيات» (2/ 355) -، والبيهقي في «الشعب» (8/434-435 رقم 4211) من طريق محمد بن إسحاق المروزي: حدثنا محمود بن العباس: ثنا هشيم، عن الأعمش، عن إبراهيم النخعي، عن علقمة، عنه -رضي الله عنه-.
وأوله عند الطبراني: «من أعطىأربعاً أُعطي أربعاً ... » .
وضعّفه البيهقي، وفصل الهيثمي في «المجمع» (10/149) بقوله: «فيه محمود بن العباس، ضعيف» . وقال ابن الجوزي على إثره: «هذا حديث لا يصح عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، تفرَّد به محمود بن العباس، وهو مجهول» .
قلت: إسناده واهٍ جداً، ولذا قال الذهبي في «الميزان» (4/77-78) في ترجمة (محمود بن العباس) : «عن هشيم بخبر كذب، لعله واضعه» .
وأقره ابن حجر في «اللسان» (6/3) .
وأما محمد بن إسحاق بن موسى المروزي فقد أورد الخطيب الحديث في ترجمته، ولم يذكر فيه جرحاً ولا تعديلاً.
وأخرجه البيهقي في «الشعب» (8/433-434 رقم 4210) بنحوه، وفيه عبد العزيز بن أبان، قال البيهقي عنه: «متروك» .
وفي الباب عن أبي هريرة مرفوعاً بلفظ: «ما كان الله ليأذن لعبده في الدعاء ويغلق عنه باب الإجابة» .
أخرجه ابن شاهين في «الترغيب والترهيب» (رقم 152) .
وإسناده واهٍ -أيضاً-، فيه بكر بن خنيس، يروي الموضوعات، واتّهمه ابن حبان بالوضع، وفيه ضرار بن عمرو، لا شيء، وكان يجعله عن يزيد الرقاشي، عن أنس، كما عند الكلاباذي في «معاني الأخبار» (ص34) .
وأرجى ما وجدته في هذا الباب: ما أخرجه ابن أبي شيبة (6/22) ، وعبد الرزاق (10/442 رقم 19644) ، والبيهقي في «الشعب» (1142، 1143) ، وعبد الغني المقدسي في «الترغيب في الدعاء» (رقم 16) من طريقين عن أبي الدرداء قال: «أكثروا من الدعاء، فإنه من يُكثر قرع الباب أوشك أن يُفتح له» ، وهذا حسن بمجموع الطريقين عن أبي الدرداء قوله، والله أعلم.
وظفرت بنحوه عن ابن مسعود قوله -أيضاً-.

الصفحة 208