كتاب المناهل السلسلة في الأحاديث المسلسلة

عباس في يوم عيد قال: شهدت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم عيد فطر أو أضحى فلما فرغ من الصلاة أقبل علينا بوجهه فقال: أيها الناس قد أصبتم خيرا فمن أحب أن ينصرف فلينصرف، ومن أحب أن يقيم حتى يسمع الخطبة فليقم. قال السيوطي: غريب بهذا السياق، وأخرجه الديلمي في مسند الفردوس مسلسلا، ورواه أبو داود والنسائي وابن ماجه عن مشائخهم، عن الفضل بن موسى السيناني عن ابن جريج عن عطاء عن عبد الله بن السائب «بدل ابن عباس» قال: شهدت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم العيد فلما قضى الصلاة قال: إنا نخطب فمن أحب أن يجلس للخطبة فليجلس ومن أحب أن يذهب فليذهب، هذا لفظ أبي داود ولفظ النسائي أن النبي صلى الله عليه وسلم صلى العيد قال: من أحب أن ينصرف فلينصرف ومن أحب أن يقيم للخطبة فليقم.
وخرجه الحاكم من حديث يوسف قال: صحيح على شرطهما، وعبد الله بن السائب قائد ابن عباس صحابي وابن صحابي، ولكن قال أبو داود وهذا مرسل، قال السخاوي، قال ابن معين: إن ذكر السائب فيه خطأ غلط فيه الفضل وإنما هو عن عطاء مرسلا، وساقه البيهقي كذلك من حديث قبيصة عن سفيان الثوري، عن ابن جريج، عن عطاء قال: صلى النبي صلى الله عليه وسلم بالناس العيد ثم قال: من شاء أن يذهب فليذهب ومن شاء أن يقعد فليقعد.
قلت: الفضل ثقة وزيادة الثقة مقبولة، فلا وجه لتغليطه، نعم هو ربما أغرب لكن الأغراب لا يوجب تغليطه لصحة تفرد الثقة. قال: وللحديث طريق أخرى مسلسلة من حديث سعد بن أبي وقاص أغفلوها لشدة ضعفها.

الصفحة 14