قال السخاوي: والفخر دخل بغداد طالب حديث وكذا الغطريفي والقعنبي والباقون شيوخنا وشيوخ شيوخنا قطنوا العراق، وقال: هذا حديث صحيح مشهور أخرجه البخاري عن آدم وأبو داود عن القعنبي، عن شعبة، وابن حبان في صحيحه، والطبراني في الكبير، والقطيعي في زوائد المسند كلهم عن أبي خليفة، ويقال: أن القعنبي لم يسمع من شعبة سوى هذا الحديث.
قال ابن الطيب: صرح أبو حاتم وغيرهم بأنه لم يسمع غيره جزما وسبب ذلك أنه وافى البصرة لأجل السماع من شعبة، وتحمل حديثه فصادف المجلس قد انقضى وانصرف شعبة لبيته فحمله الحرص والشره إلى الحديث على أن سأل عن منزله فأرشد إليه فوجده مفتوحا، فدخل بلا استئذان فصادف شعبة جالسا على البالوعة يبول فقال: السلام عليكم رجل غريب، قدمت من بلد بعيد، لتحدثني بحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم، فاستعظم شعبة ذلك وقال: ما هذا، دخلت منزلي بغير إذني وتكلمني على مثل هذا الحال. فقال: إن أخشى الفوت، وأكثر من الإلحاح وشعبة يستبرئ بذكره في يده ويجاريه حتى فرغ، فلما أكثر عليه من الإلحاح قال له: اكتب نا منصور، عن ربعي، عن أبي مسعود البدري، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن مما أدرك الناس من كلام النبوة الأولى إذا لم تستح فاصنع ما شئت» والله لا أحدثك بعد هذا الحديث أبدا، وهذه آفة طلب الشيء على غير وجهه فإن غايته الحرمان واستعجال الشيء قبل أوانه موجب لحرمانه.