كتاب المناهل السلسلة في الأحاديث المسلسلة

حجر: بعد أن أشار إلى طرق الحديث التي وقف عليها ولم يقع في شيء من طرقه سرد الأسماء إلا في رواية الوليد بن مسلم عند الترمذي وفي رواية زهير بن محمد عن موسى بن عقبة عند ابن ماجه وهذان الطريقان يرجعان إلى رواية الأعرج، وفيهما اختلاف شديد في سرد الأسماء والزيادة والنقص، ووقع سرد الأسماء أيضا في طريق ثالثة أخرجها الحاكم في المستدرك، وجعفر الفريابي في الذكر من طريق عبد العزيز بن الحصين، عن أيوب السختياني، عن محمد بن سيرين، عن أبي هريرة.
قال ابن الطيب: أخرجها البيهقي في الأسماء والصفات من طريق الحاكم. وقال: تفرد بهذه الرواية عبد العزيز بن الحصين بن الترجمان وهو ضعيف الحديث عند أهل النقل ضعفه يحيى بن معين ومحمد بن إسماعيل البخاري قال: ويحتمل أن يكون التغيير وقع من بعض الرواة، وكذلك في حديث الوليد بن مسلم، ولهذا الاحتمال ترك البخاري ومسلم إخراج حديث الوليد في الصحيح، فإن كان محفوظا عن النبي صلى الله عليه وسلم فكأنه قصد أن من أحصى من أسماء الله تعالى تسعة وتسعين اسما دخل الجنة، سواء أحصاها مما نقلنا في حديث الوليد بن مسلم أو مما نقلنا في حديث عبد العزيز بن الحصين، أو من سائر ما دل عليه الكتاب والسنة - والله أعلم.
ثم قال ابن حجر: واختلف العلماء في سرد الأسماء هل هو مرفوع أو مدرج في الخبر من بعض الرواة، فمشى كثير منهم على الأول، وذهب آخرون إلى أن التعيين مدرج لخلو أكثر الروايات عنه، قال الحاكم: بعد تخريج الحديث من طريق صفوان بن صالح، عن الوليد بن مسلم صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجا سياق الأسماء الحسنى،

الصفحة 321