كتاب المناهل السلسلة في الأحاديث المسلسلة

(الأمر الثاني): أنا روينا الطريقة القادرية عن شيخنا مولانا محمد عبد الرزاق مسلسلاً بالمبايعة، وهو مسلسل بالتربية والإذن بالتسليك بعد التأهل له مع الصحبة المعتبرة، في علم الإسناد، ورويناها بالسند المذكور من طريق الأشراف القادرية عن السيد مصطفى الإمام نسلسلها بالتلقين، ورويناها من طريق الشيخ فالح مسلسلا بالتلقين والخرقة وعنون ذلك في ثبته بالمسلسل بلبس الخرقة وتلقين الذكر والخرقة بين الجشتية الصابرية متداول مشهور، وكل ذلك ثابت من السنة. فأما اعتبار الصحبة فذلك واضح وقال تعالى: {كونوا مع الصادقين} وأما البيعة فقد أخرج البخاري ومسلم عن عبادة بن الصامت قال: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال وحوله عصابة من أصحابه: بايعوني على أن لا تشركوا بالله شيئا ولا تسرقوا ولا تزنوا، ولا تقتلوا أولادكم ولا تأتوا ببهتان تفترونه بين أيديكم وأرجلكم، ولا تعصوا في معروف فمن وفى منكم فأجره على الله، ومن أصاب من ذلك شيئا فعوقب في الدنيا فهو كفارة له، ومن أصاب من ذلك شيئا ثم ستره الله فهو إلى الله إن شاء عفا عنه وإن شاء عاقبه فبايعناه على ذلك.
والأحاديث في مبايعة النبي صلى الله عليه وسلم أصحابه كثيرة شهيرة وقال تعالى {إن الذين يبايعونك إنما يبايعون الله} الآية. وقال: تعالى {يا أيها النبي إذا جاءك المؤمنات يبايعنك} الآية. وقال تعالى {إن الله اشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم بأن لهم الجنة} الآية.

الصفحة 364