وعلي يسمع. ثم قال علي: لا إله إلا الله ثلاث مرات والنبي صلى الله عليه وسلم يسمع. ثم لقن علي الحسن البصري وهو لقن حبيبا العجمي وساقوا أسانيدهم.
قال الفاسي: ليس في هذه الكيفية ما ينافيها من الأحاديث وإن كان لا يوجد لها متابع فلا يضر، تفرد الصوفية بروايتها فإن رجال السند أهل الله المتقون، وقد صرحوا بالتلقين الذي هو في معنى التصريح بالسماع، فعندهم إسناد متصل بالسماع صحيح ولا ينافيه شيء من الأصول .. .. الخ.
(وأما لبس الخرقة) فدلت الأحاديث على أصله منها حديث إلباس النبي صلى الله عليه وسلم بيده أم خالد خميصة سوداء صغيرة قال: أبلي واخلقي، ثم ابلي واخلقي، وألبس عباسا كساء أسود ودعا له ولولده كما رواه الترمذي، وجلل بكسائه فاطمة وحسناً وحسيناً وعلياً ودعا لهم كما رواه الترمذي، وحل صلى الله عليه وسلم عمامة عبد الرحمن بن عوف حين أمّره على سرية فكانت من كرابيس مصبوغة بسوداء ثم عممه بيده، وأفضل موضع أربع أصابع أو نحو ذلك وقال هكذا، فاعتم فإنه أحسن وأجمل كما رواه البيهقي وحديثه الآخر في تعميمه وسدل العمامة بين يديه ومن خلفه، كما في سنن أبي داود، وعند البيهقي، وحديث تعميم النبي صلى الله عليه وسلم علياً بعمامة سوداء لما بعثه إلى خيبر وإرسالها من ورائه أو على كتفه الأيسر كما رواه الطبراني وإسناده حسن، فالذي رواه الثقات من إسناد التلقين والخرقة إلى النبي صلى الله عليه وسلم لا وجه لرده، ولا سيما قد ذكرنا عن علي كرم الله وجهه آنفاً ما هو صريح في العمامة - والله أعلم.
(الأمر الثالث): قال الشيخ الأكبر: صورة لبس الخرقة أن الشيخ إذا أراد أن يكمل فقيراً وهو في حال ينزع ذلك الثوب الذي عليه في