كتاب المناهل السلسلة في الأحاديث المسلسلة
وأعظم لهم بهذه النضارة والاصطفاء فالوجوه الناضرة ناظرة إلى ربها ليس بينه وبينهم إلا رداء الكبرياء، رزقنا الله هذه المنحة العظمى مع أحبابه، ومنّ علينا أجمعين بجلاء القلب وكشف حجابه.وبالجملة فالأسوة بالسلف، والرغبة فيما وعد ووصف وإدخال السرور في قلب من حداني بهذا التقييد، أوجبني كتابة مسموعاتي المسلسلات بالأسانيد، وزدت عليها كعادة أهل المسلسلات ما انقطع تسلسله أيضا مع وضوح حاله فجاء بحمد الله مجموعا حاويا فائقا في حسنه وجماله. وسميته (المناهل السلسلة في الأحاديث المسلسلة) اللهم أنشرها بين أحبابك، وشنف بها آذان حملة الحديث المبتغين لرضوانك، وتقبلها مني بفضلك وإحسانك، واجعلها ذخرا لي ليوم لقائك، آمين يا رب العالمين.
اعلم يا ذا العقل السليم والفهم المستقيم أن المسلسل عند المحدثين ما توارد رجال إسناده واحدا فواحدا، على حالة واحدة أو صفة واحدة سواء كانت الصفة للرواة أو للإسناد، وسواء كان ما وقع منه في الإسناد في صيغ الأداء أو متعلقا بزمن الرواية أو بالمكان، وسواء كانت أحوال الرواة وصفاتهم أقوالا أو أفعالا. وأفضل المسلسلات ما كان فيه دلالة على اتصال السماع وعدم التدليس، ومن فضيلة التسلسل اشتماله على مزيد الضبط من الرواة، وقلما يسلم المسلسل عن خلل من نقصان تسلسله يقطع السلسلة في وسطه أو أوله أو آخره، أو من ضعف في وصف تسلسله ولو كان المتن سالما.
قال الحافظ ابن حجر: من أصح مسلسل يروى في الدنيا المسلسل بقراءة سورة الصف.
قال السيوطي: والمسلسل بالحفاظ والفقهاء أيضا، بل ذكر الحافظ ابن حجر أن المسلسل بالحفاظ مما يفيد العلم القطعي، وقد يكون متن المسلسل
