كتاب مؤتمر النجف = الحجج القطعية لاتفاق الفرق الإسلامية

معه ورحبوا بي. ومعيار الممالك هو وزير الشاه، كرجي الأصل من موالي شاه حسين.
ثم قالوا لي: تفضل لملاقاة الشاه.
فرفعوا السجف التي وسط الرواق فبان وراءه رواق آخر، بينهما فسحة ثلاثة أذرع، فأوقفوني هناك وقالوا:
إذا وقفنا قف، وإذا مشينا امش!
فأخذنا ذات اليسار فانتهى الرواق وإذا ببرقع واسع يحيط به رواق يرى من البعد وفيه من الخيام كثير لنسائه وحرمه، فنظرت إلى خيمة الشاه وإذا هو عني مقدار غلوة سهم، جالس على كرسي عال. فلما وقع نظره علي صاح بأعلى صوته:
مرحبا بعبد الله أفندي! أخبرني أحمد خان (يعني أحمد باشا) يقول إني أرسلت لك عبد الله أفندي ...
ثم قال لي: تقدم!
فتقدمت مثل الأول، ووقفت ولم يزل يقول لي (تقدم!) وأنا أتقدم خطا صغيرا حتى صرت منه قريبا نحو خمسة أذرع، فرأيته رجلا طويلا كما يعلم من جلسته وعلى رأسه قلنسوة مربعة بيضاء كقلانس العجم وعليه عمامة من المرعز مكللة بالدرر واليواقيت والألماس وسائر نفائس الجواهر وفي عنقه قلائد در وجواهر على عضده كذلك. والدر والألماس واليواقيت مخيطة على رقعة مربوطة بعضده، ويلوح على وجهه أثر الكبر وتقدم السن، حتى أن أسنانه المتقدمة ساقطة، فهو ابن ثمانين عاما تقريبا

الصفحة 21